mardi 21 avril 2020

التفكير الإيجابي و التفكير السلبي

 التفكير الإيجابي و التفكير السلبي

 

بقلم : عبد اللطيف اليوريزي

 


التفكير الايجابي و التفكير السلبي 

بقلم : عبد اللطيف اليوريزي

تتسم حياتنا اليومية بعدة اكراهات و أحداث متوالية تجعلنا نتفاعل معها بشكل مختلف من فرد إلى آخر ، و من حدث إلى آخر ، و ذلك حسب المواقف التي نتعرض لها ، و قد تؤدي بنا هذه المواقف إلى إظهار تفاعلات عديدة طيلة اليوم سواء كانت هذه التفاعلات ايجابية أم سلبية ، و حينما نتفاعل مع هذه المواقف بسلبية فإننا نعرض أنفسنا للإرهاق و الضغط النفسي ، الشيء الذي يؤدي بنا في النهاية إلى المعاناة من انعكاسات نفسية و جسدية ، و قد يؤدي ذلك إلى عدة أمراض نفسية أو عضوية لا قدر الله .
و حتى نتجنب تعريض أنفسنا لمثل هذه الانعكاسات التي تؤثر بشكل ملموس على صحتنا و تستنزف طاقتنا الحيوية فانه يتوجب علينا التعامل مع هذه الأمور و الأحداث بشكل ايجابي و النظر إليها نظرة ايجابية ، فالنظرة الايجابية للأمور هي متطلب يومي و من الأهمية بما كان ، فمهما يكن الأمر ، و مهما كان الموقف الذي تعرضت له أنظر له بنظرة ايجابية ، لا تنظر فقط إلى الجزء الفارغ من الكأس ، و حتى لو كان الأمر مستعصيا ابحث له عن حل ، و لا تبق أبدا في المشكلة ، فعندما تبحث عن الحل فان عقلك الباطن سيطيعك و يبحث لك عن حل و يسهل لك الطريق ، و اتبع منطق النحلة التي تنظر دائما إلى كل ما هو جميل و تبحث عن الرحيق في كل مكان ، و لا تفعل فعل الذبابة التي يكون مرادها الوحيد هو البحث عن القاذورات و الأشياء الخبيثة .
لا تتسرع كذلك في الحكم على الأمور ، فأنت لست مطلعا على مكنونها ، فكما يقول مبدأ من مبادئ التنمية الذاتية و البرمجة اللغوية العصبية الخريطة ليست هي الواقع” ، و كما يقال كذلك كل نقمة في طيها نعمة ، و على سبيل المثال أدرج هنا قصة بسيطة كتعزيز لما ورد أعلاه ، يحكى أنه كان في يوم من الأيام ملك ، و كان لديه مستشار مقرب ينظر دائما للأمور بالنظرة الايجابية ، فكان كلما حدث شيء للملك يقول له المستشار لعل الأمر فيه خير ، و في أحد الأيام كان الملك يتجول في أنحاء قصره رفقة مستشاره ، فدخلا إلى غرفة توجد بها رحى تدور عن طريق الماء ، فبدأ المستشار يشرح للملك كيف تشتغل تلك الرحى ، و لما اقترب الملك قريبا جدا من الرحى و وضع إصبعه يده عليها قطعت الرحى أصبع الملك ، فبدأ مستشاره يواسيه ثم قال له لعل الأمر فيه خير ، فاستشاط الملك غضبا و أمر بسجن مستشاره المقرب  .
و بعد أيام قرر الملك الخروج في جولة صيد لعدة أيام ، و هذه المرة لم يكن مستشاره مرافقا له لأنه كان قابعا في السجن طبعا ، و خرج الملك و حاشيته للصيد ، و أثناء تجول الملك مرة لوحده ضل الطريق فدخل إلى غابة موحشة ، و كان في هذه الغابة أناس بدائيون ، فوجدوا الملك و حملوه إلى قريتهم كي يقدموه قربانا لآلهتهم ، و دلفوا يزينونه و يرقصون حوله استعدادا لتقديمه قربانا لآلهتهم ، حينها تقدم منه أكبرهم سنا ، فلما قبض على يده لاحظ أن أصبعه كان مبتورا و له فقط أربع أصابع ، فصاح في قبيلته أن الملك لا يصلح قربانا للآلهة ثم أطلقوا سراحه .
و عاد الملك بعد عدة أسابيع إلى قصره ، فوجد المآثم في بلده اعتقادا من شعبه أنه قد مات ، ففرح كل من في القصر ، و عندها أمرهم الملك بإطلاق سراح مستشاره المقرب الذي كان مسجونا ، فأحضروه عند الملك ، فلما حضر المستشار قربه الملك ، و قال له فعلا لقد قلت حقا لعل الأمر فيه خير ، فان قطع إصبعي فيه خير لي و لولا ذلك ما نجوت أبدا ، و منذ ذلك الوقت أصبح الملك ينظر نظرة ايجابية للأمور … انتهت القصة
و من متطلبات النظرة الايجابية كذلك مرافقة الأشخاص الايجابيين و الابتعاد عن الأشخاص السلبيين ، فان السلبية تعدي ، فهي عبارة عن طاقة تصدر من الشخص السلبي و تؤثر على من يجالسه حتى يصبح مصابا بها ، و لهذا قالوامن عاشر قوما أربعين ليلة صار منهم ، فان كنت تتطلع إلى النجاح و تحقيق أهدافك التي رسمتها فلا تجالس أبدا من يثبط عزيمتك و يضع الأشواك تلو الأشواك في طريق نجاحك ، و لا تلتفت لما يقوله عنك و لك ، فلربما هي غيرة منك و من نجاحك ، و بالعكس رافق من يشجعك على تحقيق أهدافك و يتمنى لك النجاح ، و ابحث عن الناجحين و جالسهم حتى تستفيد من خبراتهم و تشجيعهم ، و هناك متطلب آخر للنظرة الايجابية ، و هو التفاؤل  فتفاءل دائما و انظر إلى غد مشـرق و مليء بالانجـازات و النجــاح ، فـقـد قـال رســول الله صلـى الله عليه و سلـم ” تفاءلوا بالخير تجدوه  .
و خير رفيق لك هنا هو ابتسامة جميلة و رائعة ، فكما أن السلبية تعدي ، فان الايجابية و الابتسامة تعديان كذلك ، فان تبسمت في وجه أحد ستفاجأ بأن تجده يبتسم في وجهك أيضا ، هل تعلم أن عدد عضلات الوجه التي تحرك الابتسامة أقل من عضلات الوجه حينما تكون عبوسا مكتئبا ، فأنت تنفق طاقة أقل في الابتسامة و تأخذ أجرا عليها لقول رسولنا الكريم ” تبسمك في وجه أخيك صدقة.
و أخيرا أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم ، كما أرجو من الله تعالى أن يكون مقالي هذا قد نال إعجابكم ، و تكون الفائدة قد عمت .
أتمنى للجميع نظرة ايجابية رائعة و ابتسامة جميلة و حياة أجمل و نجاحا باهرا .
عبد اللطيف اليوريزي
مهتم بالتنمية الذاتية و حاصل على شهادة كوتشينغ في التوجيه الشخصي ، و شهادة مساعد ممارس في البرمجة اللغوية العصبية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire